تمكنت جبهة ثوار سوريا مع غيرها من الفصائل من بسط سيطرتها على منطقة جبل الزاوية منذ بدايات 2012 ,وبعد الصدام الأخير بين جبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا وإصرار النصرة على تصفية ثوار سوريا بدأت حملة الملاحقة لقياديي ثوار سوريا مما اضطر الكثير منهم إلى الهرب خارج البلاد .
وكان فيمن هرب محمد الصالح أو محمد الأخرس كما كان يدعى , وهو قائد كتيبة القناصين , تحت إمرته أكثر من ثلاثين قناصة , لاسمه وقع خاص عند جنود النظام السوري , دأب على التسلل من قريته احسم مع مجموعته لتنغيص حياة حواجز الجيش , شارك في العديد من المعارك كمعارك الجبل ومطار أبو الظهور واللاذقية , ويذكر أنه استطاع أن يقنص طيارة في مطار أبو الظهور وهي تحاول الهبوط بقناصته 12.7 .
ينحدر محمد ( 29سنة ) من عائلة متدنية الحال , وكان قد امتهن الصيد ليعول أهله وأسرته , وما إن قامت الثورة السورية حتى انخرط في صفوفها , فشارك في المظاهرات السلمية , وبعد فرط بطش الأسد فيها انضم مع من انضموا إلى السلاح, فاتصل بجمال معروف , و بعد إبدائه براعة في القنص استلم قائد كتيبة القناصة .
يقول عبد الكريم قسوم ( قيادي في جبهة ثوار سوريا ) : بعد أن حل بنا ما حل من جبهة النصرة وجدنا أنفسنا مرغمين على مغادرة البلاد , وكان معنا محمد الأخرس وبعد شهرين قرر محمد السفر إلى ألمانيا , فحاول الاتصال بقبطان بحر لينقله بواسطة التهريب , وهنا تعرف على عبد الرزاق دقة من ابلين على انه قبطان سفينة , وهو لا يعرف العلاقة بين عبد الرزاق وبين عناصر جبهة النصرة في جبل الزاوية .
اتصل جمال معروف بمحمد الأخرس وتمكن من إقناعه بعدم السفر إلى ألمانيا , فاتصل محمد بعبد الرزاق , وأخبره بإلغاء سفره إلا أن عبد الرزاق أصر على مقابلة محمد الذي أخبر رفاقه أنه ذاهب عشر دقائق لمقابلة عبد الرزاق دقة ولم يعد بعدها .
يذكر عبد الكريم قسوم : أنه وبعد غياب محمد الأخرس بدأنا نبحث في معارف عبد الرزاق , ووجدنا أن له إخوة في جبهة النصرة وأولاد عم منهم بلال دقة , وقد أصيب أحد أفراد عائلة بلال في معركة النصرة مع ثوار سوريا بطلقة قناص كانت سببا في شلله , واتُّهم محمد حينها بأنه الفاعل , وقد وعى الناس قولهم : إننا سنقتلك يا محمد الأخرس ولو ذهبت إلى آخر الدنيا , وقد تهجموا على بيت محمد وأرادوا خطف أحد أبنائه الصغار لولا تدخل الناس التي منعتهم منه .
وبعد غياب ثلاثة أيام وجد محمد مقتولا ممثلا في جثته ومشنوقا في إحدى غابات مرسين وقد سلخوا جلد وجهه وأخذوه معهم في 10-1-2015 .
ومما يدعم تورط أفراد جبهة النصرة بالفعل رفضهم دفنه في قريته ومسقط رأسه احسم بتهمة الردة والكفر فلا يدفن في مقابر المسلمين مما اضطر ذويه إلى دفنه في فناء منزله .
وهنا يقفز السؤال : هل انتم الإسلام فقط ؟؟
وهل من اختلف معكم فقد اختلف مع الإسلام ؟؟
لا نريد أن نذكركم بأخلاق الإسلام فلم نقتنع بعد بصدق تبعيتكم للشعارات التي ترفعونها إذ إننا لا نراكم أكثر من طلاب سلطة رأت في الدين فرسا يسهل ركوبه والضحك على البسطاء .
ولتعلموا جميعا أن رسول الله قال في أهل الطائف بعد أن أغروا به سفهاءهم وطلب جبريل الإذن من محمد في إطباق الأخشبين ( جبلان ) عليهم : لا لعل موحدا لله يخرج من أصلابهم .
هكذا كان الإسلام وهكذا تكون الدعوة له لا ببتر الرؤوس و سلخ الوجوه ثم توزيع صكوك الإسلام والردة على من تشاؤون .
أنتم تؤذون الإسلام من داخله أكثر ممن يرسم ويشوه ويثرثر من خارجه , فهلا رفعتم يدكم عن إسلامنا وسعيتم إلى مآربكم بغير مقدساتنا.
أحمد الأحمد