زيتون – زهير أحمد*
تحية إلى جميع النساء والرجال الشجعان الذين نهضوا للنضال في إيران وعموم العالم لإحقاق الحقوق الإنسانية والحريات الديمقراطية للشعوب المضطهدة و قدموا أرواحهم فداء لها.
بالنسبة للشعب السوري نخلد كوكبة من الشهداء الذين يبلغ عددهم قرابةَ النصف مليون سقطوا نتيجة القصف الكيمياوي والبراميل المتفجرة فضلاً عن القصف الروسي والتدخل الإيراني لميليشيات طائفية تابعة للحرس الثوري.
نخلد في ايران أيضاً كوكبة من الشهداء الذين تجاوز عددهم أكثر “120” ألف مناضل أعدموا على يد النظام الفاشي و”30″ ألف سجين قضوا في مجزرة جماعية عام 1988 وذكرى جميع السجناء السياسيين الذين أعدموا في السنوات الأخيرة وذكرى شهداء أشرف وليبرتي وكافة شهداء درب الحرية .
كما نحيي شهداء المقاومة اليمنية الذين سقطوا على أيدي عملاء إيران وهم الحوثيين وقوات صالح المخلوع، وفي العراق والدول العربية الأخرى تحية لكل شهيد قتلته الميليشيات والخلايا الإرهابية التابعة للنظام الإيراني .
إن أبناء الشعب الإيراني محرومون اليوم من حرية العيش وحق الحصانة أمام الاعتقالات التعسفية والتعذيب والايذاء ومن حق الرفاه والأمن والانتخاب الحر وكذلك الأمر في ارتداء الملابس وحق حرية الفكر والضمير والمذهب كما أنهم محرومون من حق تشكيل الاجتماع الحر ومن حق إجراء انتخابات حرة لبناء حكومة تليق بهم.
ولهذا نؤكد بأن الشعب الإيراني له الحق في القيام “ضد الاضطهاد والضغط كآخر وسيلة للعلاج” وأن يسقط نظام ولاية الفقيه ويقيم حكومة قائمة على الحرية والديمقراطية والمساواة بدلاً منه، فالحق يجب انتزاعه ويجب استحصال حقوق الإنسان والحرية المخطوفة بالنضال والانتفاضة.
مع الأسف فإن الدول الغربية ولاعتبارات غير مشروعة لاسيما لسبب المفاوضات والاتفاق النووي مع نظام ولاية الفقيه قد غضوا العين عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان منها 2300 حالة إعدام في عهد الملا روحاني.
وبعد عقد الاتفاق أرسلت تلك الدول وفودا تجارية وسياسية متلاحقة مكونة من مئات الأشخاص إلى إيران بغية الحصول على حصص لهم من السوق الإيراني بعد إلغاء العقوبات. فيما أعدم هذا النظام منذ حصول التوافق النووي أعداداً كبيرة من السجناء داخل إيران ما زاد من إثارة الحروب وأعمال القتل على الصعيد الاقليمي.
ندعو الدول العربية إلى الالتفات أكثر على عامل زعزعة الاستقرار في المنطقة والخطر الرئيسي على السلام والأمن في العالم وإلى اشتراط علاقاتهم مع النظام بوقف الإعدام والتعذيب وإطلاق سراح السجناء السياسيين.
نحمّل نظام خامنئي المسؤولية المباشرة عن مذبحة “450” ألف سوري خلال السنوات الخمسة الماضية وتشريد أكثر من نصف سكان سوريا والتورط في عملية إبادة استهدفت السنة في العراق على أيدي ميليشيات قوة القدس.
ومع ذلك لا مبرر لعدم إحالة ملف جرائمه إلى مجلس الأمن الدولي حتى اليوم. فعلى مجلس الأمن الدولي اتخاذ تدابير ليتم محاكمة قادة النظام وبالتحديد خامنئي وبشار في محكمة دولية بصفتهم مسؤولين ومسببين لهذه الجرائم.
نؤكد بأن من يدعي الإسلام يجب عليه أن يقف بوجه الطغاة بشار الأسد وخامنئي وروحاني، لا أن يستهدف المواطنين الأبرياء بوابل من الرصاص.
يجب علينا أن نؤكد أن الحل لهذه المعضلة يكمن في نضال شعوب هذه المنطقة لاسيما مع بديل قائم على الإسلام الديمقراطي والمتسامح هي المقاومة الإيرانية ورئيسها السيدة مريم رجوي. لا شك أن الصمود ونضال شعوب المنطقة سينهيان عمر الدكتاتوريات التي كانت ومازالت تولد وتروج التطرف.
لذلك فإننا نسترعي انتباه وحذر الجميع إلى مساعي النظام الإيراني والمتعاونين معه الذين يسعون من أجل إبقاء نظام بشار الأسد واحتواء آثار الهزيمة الاستراتيجية لولاية الفقيه.
في الأسابيع المنصرمة أكدت الحكومات الأمريكية والفرنسية والتركية رسميا أن نظام بشار الأسد هو من يشتري النفط من تنظيم داعش وينسق مع التنظيم لانسحابهم من أراضيه المحتلة لكي يبيض وجه بشار الأسود.
من جهة أخرى يعلم الجميع أن مصادر تمويل بشار الأسد مؤمنة بلا توقف من قبل النظام الإيراني، لذلك فان أرصدته هي التي تسدد نفقات المجازر التي يرتكبها داعش.
نعم، تنظيم داعش وبدعم من بشار الأسد قد وجد فرصة النمو والتوسع وتبعاً لذلك فإنه لن يزول بدون إسقاط بشار الأسد ومن ورائه إيران وحزب الله، فهذا الواقع يتطلب من الدول الغربية والعربية اعتماد سياسة لدعم إرادة الشعب السوري المظلوم.
مقابلة السيدة مريم رجوي
زهير أحمد: كاتب ومعارض إيراني