المعارضة تتقدم في ريف اللاذقية..وتقترب من كنسبا

438

صدّت فصائل المعارضة المسلحة في منطقة جبل الأكراد  تقدماً لقوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها، وقامت بعد صدّ الهجوم بعملية هجوم معاكس مستغلة تقهقر قوات النظام، فتحول الدفاع إلى عملية هجومية خاطفة على محورين في محيط كنسبا التي خسرتها قوات المعارضة في شهر شباط/فبراير.

وتوزعت الفصائل العسكرية العمل على محورين واقعين شمالي كنسبا يمتدان من تل حدادة ومرغلة غرباً وصولاً إلى نخشبا والشلف شرقاً. وشاركت فصائل “الفرقة الأولى  الساحلية” و”فيلق الشام” و”جيش النصر” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”صقور الجبل” و”جيش العزة” و”الفرقة 13″ في هذا الهجوم الواسع.

وقال قائد “قطاع الساحل” في “جيش النصر” المقدم محمد الشمالي، لـ”المدن”، إن العمل جاء “رداً على محاولة قوات النظام التقدم ضاربة الهدنة بعرض الحائط”. وعن سير العمليات الميدانية، قال المقدم الشمالي، إن العمل قُسِّمَ إلى قطاعين، الأول ضمّ تلة رشا ونحشبا وقلعة شلف، فيما شمل القطاع الثاني تل الحدادة وأرض الوطى والمرغلة.

وقامت فصائل الجيش الحر بانشاء محور “تطوير هجوم” يهدف إلى توسيع الجبهة في حال السيطرة على القطاعين المذكورين. وتحاول فصائل الجيش الحر استعادة التحكم الناري من قمم الجبال على المناطق الأكثر انخفاضاً وهو التكتيك الذي اتبعته سابقاً قوات النظام في جبل الأكراد وكنسبا بشكل خاص.

وركزت الفصائل العسكرية هجومها على التلال الاستراتيجية؛ تلة رشا وتلة المقنص وتلة الحدادة، التي تتحكم نارياً بطرق لقوات المعارضة. وكانت قوات النظام والمليشيات قد نصبت قواعد صواريخ “كورنيت” مضادة للدروع على أغلب القمم والتلال الجبلية التي سيطرت عليها سابقاً، وترصد قواعد الكورنيت أغلب طرق الامداد والإخلاء التي تسلكها المعارضة، خاصة في جبل التفاحية الذي يفصل جبلي الأكراد عن التركمان، حيث قطعت الطريق الذي يصل جبل التركمان بريف جسر الشغور بشكل شبه كامل، واستهدفت منطقة اليمضية ومخيمها قرب الحدود السورية التركية. كما رصدت الطريق بين اليونسية وماتبقى من جبل التركمان.

وأمطرت فصائل المعارضة قمم الجبال بعشرات قذائف المدفعية والهاون محلي الصنع بعد محاولة التقدم، وتمكنت بذلك من ضرب الخطوط الخلفية لقوات المشاة المتقدمة ما أربك قوات المليشيات المتسللة وجعلها تتشتت بين التقدم أو الانسحاب. وهو الأمر الذي سهّل نصب كمائن لها من مقاتلي المعارضة، الذين تمكنوا من التقدم الخاطف في غضون ساعات ليحكموا السيطرة على تلك التلال.

وتحاول فصائل المعارضة المسلحة استعادة جبل كنسبا والذي يعتبر أحد أعلى قمم الجبال بعد قمة النبي يونس القريبة. ومنه كشفت قوات النظام كامل طريق جسر الشغور–اللاذقية بعدما خسرته المعارضة. وأضحت بلدتا بداما والناجية تحت مرمى نيران مدفعية قوات النظام بشكل مباشر.

واستغلت فصائل المعارضة انسحاب عدد كبير من مليشيات “صقور الصحراء” و”مغاوير البحر” إلى جبهة تدمر والقريتين لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”. واستفادت كذلك من العملية الإرتدادية على المليشيات الشيعية العراقية التي تقاتل في ريف حلب الجنوبي.

وكانت “جبهة النصرة” قد شنّت هجوماً خاطفاً على بلدة العيس، وتمكنت من السيطرة عليها وعلى تلتها الاستراتيجية التي ترصد طريق حلب–دمشق الدولي، والسيطرة على نقاط متعددة في ريف حلب الجنوبي، فيما صدت فصائل الجيش الحر وباقي الفصائل الإسلامية محاولات النظام والمليشيات للتقدم في خان طومان وحرشها.

ويأتي الهجوم الذي شنته فصائل المعارضة السورية و”جبهة النصرة” بعد تزايد القصف الجوي على ريف حلب الجنوبي، وخرق الهدنة وارتكاب مجزرة دير العصافير في الغوطة الشرقية، ما دفع الفصائل للرد بقوة مستفيدين من تركز عمليات النظام العسكرية على جبهات “داعش” في ريف حمص الشرقي.

وتعتبر العمليتان العسكريتان في اللاذقية وريف حلب الجنوبي، اختباراً سياسياً جدياً لما ستكون عليه ردة فعل روسيا، راعية إتفاق “وقف الأعمال العدائية” مع الولايات المتحدة الأميركية. فالمعارضة بشقيها العسكري والسياسي ترى أن الهدنة العسكرية هي إعادة سيطرة النظام على مساحات شاسعة على حساب “داعش”، بينما تبقى جبهات “داعش” والمعارضة في حالة “ستاتيكو” من دون دعمها في حربها ضد التنظيم شمالي حلب. ما يعني على المدى البعيد إعادة تأهيل للنظام على حساب المعارضة.

المصدر : جريدة المدن