وسعّ الجيش الحر من عملياته العسكرية ضد خلايا “داعش” على محاور شمال وغرب وشرق درعا محاولاً التقدم نحو الحدود السورية مع الجولان والأردن في أقصى جنوب غرب المحافظة، توازياً مع تقدم آخر على بإتجاه نفس الحدود يتم على محاور ريف درعا الشمالي الغربي باتجاه عمق الريف الأوسط للقنيطرة.
تطورات هامة أفرزتها مجريات الأحداث في أحد أهم المحاور السورية، وهو الجنوب، عبر ظهور “داعش”، أو تبلوره بالأحرى، لكونه قائم جنوباً منذ أكثر من سنة ونصف على محور “بئر القصب” شمال شرق السويداء، مروراً باللجاة شرق درعا، اتصالاً بالقلمون الشرقي وجنوب دمشق وصولاً إلى عمق القلمون الغربي، في حين اكتسب ظهور التنظيم بالشكل الأبرز في درعا عبر “لواء شهداء اليرموك” الذي بايع في قيادته ومقاتليه “البغدادي” منذ أشهر.
مصدر عسكري في الجيش الحر، أكد لـ”زيتون” أن العمليات العسكرية في الجنوب والتي يديرها بشكل رئيسي تشكيلات “جيش اليرموك” و”الفيلق الأول” و”الجيش الأول” و”جبهة ثوار سوريا”، وهي أعتى فصائل الجيش الحر بدرعا، “اتسمت بالدقة والسرعة وجني الثمار”، حيث حققت ضربات هامة تمثلت بإسقاط معاقل مسلحي داعش في ريفي درعا الغربي والشمالي الغربي. كذلك في ريف القنيطرة الأوسط والجنوبي، وعلى جبهة قريبة هي ريف درعا الشرقي اتصالاً بريف السويداء الذي يشهد معارك ساخنة بين (ألوية العمري) و(جيش العشائر) وخلايا مبايعة للتنظيم”.
وعلى جبهة الريف الغربي لدرعا، تفيد المعلومات الواردة أن الجيش الحر تمكن حتى تاريخه من السيطرة على بلدة المزيريب وخراب الشحم مروراً بمنطقة البحوث العلمية وصولاً إلى تطويق “مساكن جلين”، وعبرها بلدة “جلين” التي تعد أهم مركز لـ”حركة المثنى الإسلامية” التي تتبع النهج الإسلامي المتشدد، والتي أعلنت تبعيتها لـ”شهداء اليرموك” وبالتالي “داعش”.
المصدر العسكري نفسه الذي رفض ذكر اسمه أكد أن أقل من 7 إلى 8 كلم باتت تفصل الجيش الحر عن بلدة “سحم الجولان” في الريف الغربي لدرعا، بمنطقة “حوض اليرموك”، والتي كانت تسيطر عليها كل من “جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام”، ونفذ كلا التشكيلين العاملي فيما يعرف بـ”جيش الفتح”، انسحاباً منها إلى بلدة “حيط” المجاورة والملاصقة للحدود مع الأردن، بعد هجوم شرس بالمفخخات نفذه “شهداء اليرموك” و”حركة المثنى” عليها.
بالتوازي مع ذلك، يقترب الجيش الحر أكثر من الحدود مع كل من الأردن في أقصى جنوب غرب درعا، والحدود المقابلة مع الجولان السوري المحتل، مع إستعادته بلدة “الشيخ سعد” وحاجزاً استراتيجياً لـ”حركة المثنى” في محيطه، وتمدده في محيطها مستعيداً سلسلة من المواقع البرية والدشم والتحصينات، التي تمهد له طريق العبور نحو بلدة “تسيل” التي تمثل مركز التجميع الأخير لكل من “شهداء اليرموك” و”المثنى” حيث سيطر عليها الأول قبل أيام، كما تشكل البلدة العمق الأكبر للدخول لـ”حوض اليرموك”.
وتفيد معلومات “زيتون” بأن الهدف القادم للجيش الحر بدرعا هو التمدد والوصول إلى منطقة “حوض اليرموك” المشار إليها بريف درعا الجنوبي الغربي، وبالتالي السيطرة الكاملة على الحدود مع الأردن والجولان وتأمينها، وهي مهمة يعترف المصدر العسكري بأنها “صعبة” لكنها “ممكنة بكل تأكيد”، وفق ما أفاد.
ويُظهر سياق عمل الجيش الحر إرتباطاً عملياً على جبهات القتال في الجنوب السوري على مستويات العمليات المضادة ضد “داعش”، حيث “تسير خطط الجيش الحر وقواته وفق الهدف المرسوم” على حد تعبير المصدر العسكري نفسه.