46 سجينا عراة..عراة كما قد ولدنا بقينا شهور طويلة ونحن على هذه الحال، يتأكلنا الجرب والأمراض الجلدية، كسور العظام والجروح المتقيحة من جراء التعذيب، القذارة المنتشرة على الأجساد كموت مؤجل والصراصير التي تملأ الأرض والجدران. الزنزانة التي لا تزيد مساحتها عن سبعة أمتار مربعة تضيء بوجه شاب قوي البنية لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من العمر.. يرفع عجوزا مريضا في السبعين ...
أكمل القراءة »هموم زيتون
يا أمي أنا رائد ما عرفتيني؟
«يا أمي أنا رائد ما عرفتيني؟» قالها وفمه امتلأ بالدماء، وجسده بدا هزيلاً غضاً، مع انحناءة في الظهر تشي بالإرهاق والتعب، والوجه يحكي حكايات خبأتها ثلاث سنوات من الغياب. ثلاث سنوات مرت على غياب «رائد» عن أهله، رائد شاب في الثالثة والعشرين من عمره، من ريف إدلب، تم سحبه إلى الجيش في نهاية 2010، ثم فرزه إلى دمشق في العام ...
أكمل القراءة »مهيار
مهيار من ذكرياتك أستهل صلاتي وأعيد في لقياك نبض حياتي وتهيم أحلامي بأيام مضت يوم اعتقالك كان يوم مماتي يا من أصلي دائما من أجله أتركتني للحزن والعبرات مهيار يا أملا يداعب خاطري وأراه يدنو رائع النسمات ماذا أقول وكنت قنديل الدجى ...
أكمل القراءة »لماذا ننسى وكيف ؟!
هل ذاكرتنا امتلأت وأصبحت تضييق بالأسماء ،أم أن أرواحنا تآلفت مع مناظر الموت والدمار فأصبحنا نتابع اخبارنا ببرودة أعصاب ونحن ربما نتناول فنجان قهوتنا او طعامنا ،تماما كما حدث لنا مع قضية فلسطين حيث ولدت أجيال وأجيال بدأت تنسى أن فلسطين ارض عربية محتلة ،فهل تحولت سوريا وشعبها لفلسطين من نوع جديد لا اريد لاحد ان يتهمني بالمغالاة او بفيض ...
أكمل القراءة »لحظات ميلاد..
أستيقظ مرعوباً والعتمة دامسةٌ تخيم على الهواء الثقيل، يجتاح الألم كل خليةٍ في جسدي و تبحث يداي عن رأسي، ألهث باحثاً عن منفذٍ منسي، وحدها الجدران العريضة تجدني، لم يستغرقني اكتشاف ذلك كثيراً، فالمكان من الضيق بقدر اتساع ذراعيّ، لا نافذة ولا حتى قضبان، فقط بوابةٌ مغلقة تقول باستمرار”إلى الأبد”، أجلس القرفصاء يائساً راغباً في بكاءٍ لا سبب له ...
أكمل القراءة »سقط صريعا
سقط صريعاً أو هكذا يقولون ، و لكن بين استقرار الرصاصة في رأسه وبين استقرار جسده على الأرض ثلاثين عاماً . ولد محمد في بيت متواضعٍ من بيوت إحدى العشوائيات، لم يكن ذاك المولد المميز، و لم تكن لعائلته ما يميزها . . _ مبروك إنه ذكر . هكذا قالت القابلة أم سعيد عند ولادته ، صرخ و بكى ...
أكمل القراءة »ملك الهوامش
أثرثر له بهدوء الموتى وربما بحماسة الثائرين أزف تفاصيل الحكاية أمامه و أنا أظن أن كل الأشياء تلهث خلفنا… ولا أعلم أن نبوءة فيروز ستصبح حقيقة ذات يوم… الأرض الثقيلة..لا أسمع منها سوى صوت الأنين لا أشم سوى عطر شعبي حزين و أنا أتذوق أدمعاً تركتها تفاصيل المشهد الأخير لحكاية كانت جميلة ! و أردد دائماً كان يا ما كان ...
أكمل القراءة »الفيس بوك ثورة لعشاقهم
ليس من عادتي أن أتنزه في الأماكن الصاخبة ولست ممن يهوون الأماكن المزدحمة؛ فغالباً ما أقضي مشواري في الحديقة المجاورة لمنزلي الكائن في منطقة يغلب الظن عليها أنها محافظة. لدى أمسية، وعند الساعة العاشرة مساءً أردت أن أتنسم هواءً نظيفاً؛ كي استعيد همتي على الدراسة فخرجت وبصحبتي علبة من العصير، فأخذت مكاني على كرسي قليل الحظ من الإنارة، وكان ذلك ...
أكمل القراءة »العنف الجنسي أحد وسائل الحرب في سوريا
تحدثت العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية عن “العنف الجنسي” كنتيجة للحروب والنزاعات في البلدان العربية وللأسف فقد كان لسوريا الحصة الأكبر من تلك القصص الإعلامية حول أعمال وحشية ذات صلة بالجنس. ومعبداية العنف في سوريا بدأت التقارير حول عمليات الاغتصاب وانتشارها على نطاق واسع في سوريا وفي أحيان كبيرة توجهت التهم (في البدايات) إلى القوات الحكومية كأسلوب انتهجته تلك ...
أكمل القراءة »الحواجز الأمنية كابوس سيتذكره السوريون طويلا
لم تخطر ببال الشاب محمد. أ وهو يرتدي بدلة عرسه ويجهز نفسه لحفل عقد قرانه أنه ذاهب للقاء الموتفي جميع الأفرع الأمنية الموجودة في دمشق وليس للقاء العروس التي انتظرته طويلا. ومشكلته الوحيدة كانت أنه لم يستطع التمييز بين حاجز النظام وحواجز الجيش الحر. ذهب محمد-28 عام وهو خياط من إحدى قرى ريف إدلب إلى دمشق في آذار 2013 بقصد ...
أكمل القراءة »