أدب

أنا العين.. والعين أنا

في البدء كانت لغتي ولأنها الأقدم بين اللغات بقيت هي الأصدق فأنا مفطورة على الصدق وما تضمرونه في عقولكم وقلوبكم أظهره رغماً عنكم، أنا أنتم، وأنتم أنا، دليلي هو تربّعي المكان الأعلى على كلّ حواسكم وأيّة علّة يُصاب بها الجسد تبدو واضحة عليّ فمرضكم مرضي وكذلك عافيتكم، والأمر لا يختلف بالنسبة للروح وللنفس، فأنا مرآة أنفسكم. وما يجول بخواطركم وميزان ...

أكمل القراءة »

ملحمة “جلجامش” أكثر من مسرحيّة وأبطال

اقتحم الكثير من المخرجين في العالم ملحمة «جلجامش» مجرّبين إيصالها عبر الفضاء المسرحيّ – بالمعنى العريض – باحثين في الأسئلة التي اقترحتها الملحمة منذ نحو خمسة آلاف عام!! لأنّ هذا «النصّ» دوّن في الألف الثالثة قبل الميلاد، وهو أقدم ما أُنتج أدبيّاً من الفكر البشريّ، وما زالت أسئلته حيّة تنتظر، وربّما ستبقى ما بقي الإنسان ولو خارج الكرة الأرضيّة. في ...

أكمل القراءة »

دموعكم عجز الكلمات

دموعٌ… دموعٌ… دموع، وفي الديار موت وحرب وجوع. أنا… أنا ملوحتي هي… هي بغضّ النظر عن عيونكم خضراء كانت أم سوداء، أم زرقاء. أنا حليفكتم في أحزانكم، وفي الشديد من أفراحكم، ولكن في الأشدّ من فواجعكم أتجمّد في عيونكم أسىً عليكم، ما بيني وبين عيونكم خدّ وملح، وليس من طبعي أن أخون الملح. أنا أنثويّة الطبع… ذكوريّة التطبّع، زرفني جلجامش ...

أكمل القراءة »

المحضر الكامل لحادثة اغتصاب سياسية

توفي نزار قباني عن خمسة وسبعين عاما في 30/4/1998 وأعيد إلى وطنه سوريا في كفن ، وتحولت جنازته إلى مظاهرة للشعر شارك فيها آلاف الرجال والنساء.        1 سامحونا .. إن شتمناكم قليلاً .. واسترحنا سامحونا إن صرخنا .. كتب التاريخ لا تعني لنا شيئاً وأخبار عليٍ .. ويزيدٍ .. أتعبتنا … إننا نبحث .. عمن لا يزالون ...

أكمل القراءة »

الصمت سيّد الكلمات

صمت.. صمت.. صمت في البدء كان الصمت.. سيّداً متربّعا على عرش الكلام وصامت على تآمره والاختصام والتصارع بين حروفه، ولأنّه من ذهب ضاق ذرعاً بثرثرة الفضّة، ولكونه يحترم مصموتيّته انسرق جانباً وظلّ مصرّاً ببصيرته ووقاره على الاستغراق في صمته والاستماع في وضح النهار إلى تطاحن الكلمات وتبعثر حروفها حتّى استسلمت وأعلنت عجزها رافعة مجرورها وناصبة مرفوعها ومسكّنة مفتوحها. أشفق الصمت عليها ...

أكمل القراءة »

من دفاتر عاشقٍ في حرب

آه متى تأتي تلك الحرب التي نتبادل فيها جثث آبائنا كفانيلات للذكرى معلنين أن اليتم هو منتخبنا الوطني الوحيد مقابل كل امرأة أحبَّها وذهبت بعيداً: أنجبَ ولداً لينساها … حتى صار عائلة كبيرة من النسيان عرفنا ذلك عندما أخذت الحرب أولاده وظل ينادي عليهم بأسماء الحبيبات الوقت متأخر لكتابة قصيدة عن الحرب لا يوجد الآن في الخارج إلا الحرس الذين ...

أكمل القراءة »

رسالة فرح غير منتهية

بُعيد هزيمة حزيران 1967 بدأت مرحلة جديدة في تاريخ المسرح السوريّ، فقد أيقظت «النكسة «الأسئلة الأعمق، وصار المسرح منبراً حيّاً صادقاً لها، وكان أن تصدّى كتّاب من أمثال سعد الله ونّوس ومحمّد الماغوط ووليد إخلاصي ومصطفى الحلّاج وفرحان بلبل وغيرهم لتلك الأسئلة، ولكلّ طريقته، وكان من الطبيعيّ أن تنداح الدوائر الجديدة في المحافظات، فتشكّلت فرقة المسرح العمّاليّ بحمص في عام ...

أكمل القراءة »

ادفنوني واقفاً

  بالتأكيد أنا الطارئ في هذا المكان فكلّ مكوّناته لا تمتّ بصلة لما هو كائن هنالك حيث روحي في مكاني الأوّل. هذه الأبنية الشاهقة بخوارجها ودواخلها وحتى بطرازها المعماريّ هي أكثر فخامة وأناقة لكنّها بلا روح وأحياناً أشعر أنها عدائيّة وليست بأليفة ولا ودودة، وهذه الأشجار التي لا أعرف اسمها ولا تعني في تاريخي شيئاً، ليس لدي أيّة ذكريات معها، ...

أكمل القراءة »

محمّد -الماغوط-من- المستقبل

«إذا ما استعملنا ضوء الذاكرة وجدنا أنّ محمّد الماغوط في وجه من الوجوه جزء من المستقبل، لذا كان لا بدّ من حمايته من غبار الحاضر» سنيّة صالح صنّف البعض «العصفور الأحدب» كقصيدة طويلة – ربّما – لعدم قدرتهم على رؤية الخطّ الدراميّ، أو لصعوبة إكساء شخصيّات العمل إهاباً معتاداً، ولكنّ المؤكّد أنّ الخوف من الرقيب قد لعب دوراً في إحباط ...

أكمل القراءة »

بين ثنايا المكان وروحه

    المكان كائن في الكون إليه يحيل ويحال وبالتعين لا يبقى المكان مجرّد مكوّنات تشغل حيّزاً جغرافيّاً فقط، بل يغدو لكلّ كائن مكانه، ومكان الكائن الأوّل حيّزه الذي تخلق فيه أمناً مؤمناً وديعاً،ولأنّ وداعه كان قسريّاً وأبديّاً بكى كثيراً عندما قطعوا حبله السريّ عنه، ولما أيقن أنّه قدره وما هو بعائد إليه لم يبقَأمامه إلّا التلاؤم مع كونه الجديد، ...

أكمل القراءة »